الثلاثاء، 10 مارس 2015

الأحاديث الودية تعزز المهارات الـذهنـية

تتنوع الأحاديث التي تدور بين الأفراد، وتتفاوت بين تلك المازحة، أو الأخرى الجادة، وبين الأحاديث التي تدور بين الأصدقاء والأقارب، وتلك التي تفتح للمرة الأولى، وتبدأ معها صداقات جديدة، ومن خلال ذلك التفاعل الشفوي والذهني والسلوكي الذي يدور بين طرفين أو أكثر، كشفت دراسة أميركية، أن الأحاديث الودية بين الأفراد تعزز من القدرات الذهنية.
وبينت الدراسة التي أقيمت في جامعة ميشيغان، أن الأحاديث الودية الإيجابية بين الأفراد يمكن أن تساعد على حل المشكلات، بينما تفتقر الأحاديث التنافسية التي يميل فيها الصوت إلى الحدة، بدلاً من الصوت المتعاون، إلى أي فوائد ذهنية على الأفراد، وبين عالم النفس والباحث في معهد «يو إم» للأبحاث الاجتماعية أوسكار يبارا، أن «هذه الدراسة تبين ببساطة أن التحدث إلى الآخرين، بالأسلوب الإيجابي المحبب المشابه لأسلوب تكوين الصداقات والعلاقات الاجتماعية، يعين الدماغ على كسب فوائد ذهنية».
وقام يبارا، المسؤول عن الدراسة، التي سيتم نشرها في دورية «علم النفس الاجتماعي وعلم الشخصية»، مع فريق من الباحثين على فحص وتحليل تأثير جلسات قصيرة وبسيطة من التواصل الاجتماعي في النشاط الذهني، المهام التنفيذية، ويشمل هذا النوع من الوظائف الذهنية تحريك الذاكرة، ومراقبة وتقييم الذات، والقدرة على تجاهل وتفادي التشويشات الداخلية والخارجية التي يمكن أن يواجهها الفرد، وهي المهام الذهنية التي تعتبر جميعها مهمة ورئيسة لحل المشكلات ومواجهتها في الحياة اليومية.
كلمات متقاطعة
وجد يبارا في أبحاث سابقة، أن التفاعل الاجتماعي بين الأفراد يوفر تعزيزاً قصير المدى للوظائف الذهنية المشابهة في طبيعتها وأهميتها، لحل لعبة الكلمات المتقاطعة، إلا أنه ومن خلال الدراسة الأخيرة، قام ومجموعة الباحثين، باختبار 192 متطوعاً للتمكن من تحديد أنواع التفاعل الاجتماعي المفيدة ذهنياً وتلك غير المفيدة.
وقد تمكن الباحثون من اكتشاف، أن الدخول في حديث لمدة 10 دقائق، يدور موضوعه حول التعرف إلى الطرف الآخر، كان يعين على تعزيز الوظائف والمهام الذهنية المعتادة التي قد يواجهها الفرد، بينما تبين أن الدخول في أحاديث ونقاشات تنافسية حادة، فإن المهارات الذهنية لم تظهر أي نوع من التحسن.
وحول الأسباب التي تجعل للأحاديث الإيجابية بين الأفراد ذلك التأثير الإيجابي في النشاط الذهني، بين يبارا «إننا نعتقد بأن ذلك التعزيز والتطوير في النشاط والمهارات الذهنية، يعود إلى حاجة المرء خلال الأحاديث الودية ومحاولة التعرف إلى الطرف الآخر، والتعرف إلى ما يفكر فيه، وآرائه حول الأمور الحياتية، كما أننا وجدنا أيضاً، أننا عند القيام بحديث تنافسي بين فردين يرتكز أيضاً على محاولة التعرف إلى آراء الطرف الآخر، أو محاولة وضع الإنسان نفسه محل الطرف الآخر في قضية ما، فإن هناك نوعاً من التعزيز في المهارات الذهنية كنتيجة أيضاً».
ذكاء اجتماعي
وبينت الدراسات أيضاً، أن تحسين وتطوير الوظائف الذهنية، كان مقصوراً ومحدوداً على مهام ترتكز على تقييم المهارات التي ذكرت سابقاً، والتي تتمحور حول حل المشكلات، بينما لم تتأثر سرعة هذه المهارات، أو كم المعلومات العامة التي يتمتع بها المرء، بهذا النوع من التفاعل الاجتماعي بين المشاركين في الدراسة.
وأضاف يبارا، أنه «ومع جمع المعلومات بين الدراسات السابقة مع نتائج الدراسة الأخيرة، فإن هذه النتائج، تسلط الضوء على الاتصال بين الذكاء الاجتماعي، والذكاء العام للفرد، الأمر الذي يتفق ويتماشى جنباً إلى جنب مع الأفكار والأبحاث الثورية الحديثة التي تبين أن الضغط الاجتماعي يمكن أن يعزز من ظهور الذكاء، كما أن الأبحاث تبين وجود ارتباط بين النشاط العصبي الذهني، والذكاء الاجتماعي والمهارات الذهنية الإدارية».
وتبين أيضاً أن الدراسة كان لها أيضاً تأثيرات تراكمية عملية، في تحسين وتطوير الأداء الذهني، في أنواع معينة من المهام والمهارات الفكرية، ما يعني أنه إذا كان المرء راغباً في تطوير قدراته الذهنية والقيام بأداء عملي مثالي، فإن تجاذب أطراف الحديث مع زميل أو اثنين قبل اجتماع أو تقديم مهم، أو اختبار ما، قد يكون الحل المناسب، وتفادي الأحاديث التنافسية السلبية، التي قد تتسبب في خذلانك عندما تكون في حاجة ماسة إلى مهاراتك الذهنية الحاضرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق